محتوى إعلاني

هل تحلم الحيوانات مثل البشر؟ وما طبيعة الأحلام التي تراها؟

إن كنت من مربي الحيوانات الأليفة، فربما شاهدت قطتك أو كلبك أو أيٍ كان نوعه وهو يتقلب أو يصدر صوتًا أثناء نومه، وتساءلت إن كان يشاهد حلمًا أو كابوسًا! يدفعنا ذلك إلى السؤال عن تجربة الحيوانات مع الأحلام، وإن كانت تحلم فعلًا، فماذا تشاهد في أحلامها؟

لا يعد الاهتمام بسلوكيات الحيوانات وقدراتها العقلية وليد اللحظة، إنما كان محط دراسة للعلماء منذ ما يقرب 2500 سنة.

وقد كان لأرسطو ملاحظات مثيرة للاهتمام حول سلوك الحيوانات أثناء النوم. في كتابه تاريخ الحيوانات، اقترح أن الكلاب تنبح أثناء نومها استجابةً لأحلامها.

لوكريتيوس، وهو شاعر روماني، أبدى ملاحظة حول نوم كلبه بجوار النار. حيث لاحظ أن عيون الكلب تتحرك بسرعة بينما ترتعش ساقاه، كما لو كان يطارد فريسة وهمية في المنام.

غالبًا ما تكون الأحلام حية وغنية ومفصلة، مما يخلق عالمًا كاملاً داخل عقولنا. ويمكن أن تشمل تذكر الأحداث الماضية، وكذلك تخيل الأشياء التي لم تحدث أو حتى غير ممكنة جسديًا. وهذا يطرح السؤال، هل البشر هم النوع الوحيد الذي يتمتع بالرؤية والخيال اللازمين لتحقيق الأحلام؟

لا تقتصر الأحلام على البشر فحسب!

في وقت سابق، كان يُعتقد أن النوم هو نشاط سلبي، حيث “ينطفئ” الدماغ ويحصل على قسط من الراحة. منذ اكتشاف مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM) في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وتعرفنا على مراحل النوم المختلفة، أصبحنا نعلم الآن أن النوم أكثر تعقيدًا بكثير من “التوقف” أثناء الليل.

كما هو الحال مع البشر، تمتلك العديد من الحيوانات الكبيرة أدمغة وخلايا عصبية معقدة، وهي الخلايا التي تساعد على انتقال المعلومات عبر الدماغ والجهاز العصبي عن طريق توليد إشارات كهربائية. ويستمر هذا النشاط الكهربائي حتى أثناء النوم

ما لا تعرفه عن دورة النوم!

عندما ندرس النوم، فإننا نراقب التغيرات في هذه الأنماط الكهربائية للدماغ. يمكن لآلة تسمى مخطط كهربية الدماغ (EEG) اكتشاف الإشارات الكهربائية الدقيقة للدماغ. تظل أجسادنا، وخاصة عضلاتنا، نشطة إلى حد ما عندما ننام.

يتم تسجيل أنماط الحركة الجسدية أثناء النوم باستخدام EOG أو استشعار حركة العين؛ يمكن لتخطيط كهربية العضل (EMG) قياس نشاط معين في العضلات..

ومن هذه القياسات، نعلم أن النوم ينقسم إلى نصفين تقريبًا: نوم حركة العين غير السريعة ونوم حركة العين السريعة. REM تعني حركة العين السريعة. تبدأ دورة النوم في حالة نوم حركة العين غير السريعة non-REM، ثم تصل في النهاية إلى مرحلة حركة العين السريعة، ثم تعود إلى حالة حركة العين غير السريعة.

أثناء حركة العين السريعة، يكون الدماغ نشطًا للغاية، وتتحرك أعيننا بسرعة خلف الجفون المغلقة، ويرتفع معدل ضربات القلب والتنفس. وهذه أيضًا هي المرحلة التي يُعتقد أن الحلم يحدث فيها.

من أبحاث النوم البشري، وجدنا أنه عندما يستيقظ الناس من نوم حركة العين السريعة، فمن المرجح أن يتذكروا أحلامهم ويصفوها بتفاصيل حية ونابضة بالحياة.

لكن عند الحديث عن الحيوانات، فهي لا تستطيع الدردشة والحديث عن أحلامها، فكيف يمكننا على وجه اليقين معرفة إن كانت تحلم أم لا؟

أسرار أحلام الحيوانات

لا يمكننا ملاحظة أحلام الحيوانات، ولكن يمكننا التنبؤ بالمشاهد أو الأصوات أو الأنشطة التي تحدث في عقولهم النائمة. ويتم ذلك من خلال ملاحظة كيف تنشط خلايا دماغها أثناء “الحلم”، ومقارنة تلك الأنماط بحالة استيقاظ الحيوان.

من الكوالا التي تنام 20 ساعة يوميًا إلى الدلافين التي تنام مع إبقاء نصف أدمغتها يقظة، تتنوع المملكة الحيوانية بشكل لا يصدق عندما يتعلق الأمر بالنوم.

تشير الأبحاث إلى أن جميع الثدييات تقريبًا (بما في ذلك الرئيسيات مثل القرود والشمبانزي) والطيور وحتى بعض الزواحف تمر بحالات نوم حركة العين السريعة (REM) وحركة العين غير السريعة (NREM).

وقد وجد العلماء من خلال دراسة أنماط الدماغ لدي طيور الزيبرا، أن الطيور تغني وتغرد في أحلامها. يٌقال أيضًا أن الفئران كالبشر، لديها أحلام عن المستقبل حيث قد تستكشف أماكن جديدة.

عندما يُظهر الحيوانت علامات واضحة لنوم حركة العين السريعة، يمكننا القول بشيءٍ من اليقين أنه يحلم.

والسؤال هنا: هل كل الحيوانات تحلم؟

من غير المحتمل ذلك. إن كان هناك نقص في النشاط العصلي في الدماغ، فمن غير المرجح أن تحدث أشكال الصور الذهنية. من هذه الحيوانات الحشرات والمخلوقات المائية كالأسماك. على الأقل، هذا ما يعتقده العلماء بالوقت الحالي.

لكن لا تزال أبحاث العلماء قائمة في هذا المجال، وربما خلال السنوات المقبلة نثبت أن حتى النمل والبعوض يحلم!

إقرأ الخبر على الموقع الرسمي
المصدر: abunawaf.com

قد يعجبك أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى